Sunday, January 4, 2009




أبو حيان التوحيدي قال 
"الناس عقارب لسّاعه , وأفاعي نهاشه, واسباع ضاربة , وكلاب عاوية "
أنا مصدقاه ومصدقه كل حرف قاله ... انا واحدة عادية جداً ... أو يمكن واحدة عمركم ما شفتوها او عرفتوا زيها عشت 13 سنه في الكويت وكنت بدرس في البيت تبع السفارة المصريه.... طبعا عارفين يعني ايه واحدة بتدرس في البيت 13 سنه....مش بتشوف حد من سنها ... مش بتشوف حد غير والدها اللي اكبر منها بـ 35 سنه ...وعمرها ما شافت والدتها الا في الصور ... وبما اني بنته الوحيدة ... غلفني بكل معنى الكلمه.... عمره ما خلاني اكلم حد او حتى اتصاحب مع حد.... صديقي الوحيد كان الكتاب أي كتاب كان بيقع في ايدي كان بيبقى صاحبي لحد ما اخلصه ... عموما الله يرحمه.... سابني لوحدي في دنيا عمره ما علمني ازاي اعيش فيها من غيره ... طبعا بعد وفاته رجعت مصر... أم الدنيا ... قعدت في شقة لوحدي لأن عمي عنده ولاد كبار ومينفعش اقعد معاهم وخلاتي كلهم بره ... طبعا قاعده لوحدي كل اللي كنت ممكن اعمله اني اتفرج على التليفزيون ادخل على النت او انضف البيت او اطبخ واحرق الدنيا وبالرغم من كل الفرايتيز اللي قدامي دي كنت بردو بفضل زهقانه لأن حتى المدرسه في مصر مكنتش بروحها كنت بدرس منازل بناء على اقتراح عمي اني بلاش اروح المدرسه ضياع وقت وبلاش مصاريف زياده ,,وبكدا فضلت في البيت وفضلت فلوس في جيبه هو اولى بيها هو وعياله ولا إيه ؟؟؟!! لما وصلت بقى لمرحلة الجامعه انتابني رعب ما بعده رعب ازاي هروح الجامعه وانا عمري ما رحت المدرسه يعني الخطوة دي بالنسبه لي انتحار وبما اني واحدة عاقله اكيد مش هنتحر فدخلت انتساب لكليه الاداب قسم صحافه .... مجال حلو وبحبه وكمان ممكن اشتغل فري لانسر لمجله او لجرنال وبالفعل اتخرجت واشتغلت فري لانسر لمجله شبابيه ...نرجع لموضوع الزهق ... الزهق ده جزء لا يتجزء من حياتي يعني تقدروا تقولوا اني انا والزهق حاجه واحده .... ويمكن الزهق ده دفعني للقراية وخلاني احبها وبقيت احس انها عيني على العالم اللي عمري ما عشته ... قريت كتب معتقدش حد في سني قراها ... واكتشفت حاجات لو كنت عشت في العالم الخارجي مكنتش عرفتها ... وبالرغم من كل ده ...حسيت ان باب البيت بيفصلني عن حاجات كتير ممكن تحصلي .... حاجات غريبه ممكن تغيرني من جوه ومن بره ... وأنا مش حابة اتغير... أو خايفه اتغير ... الدنيا مكان غريب ومخيف .... خايفه اختلط مع الناس واتلسع منهم ... وكارهه خوفي اوي ... حابة اني اكون قويه ... الخوف ده ضيع حاجات كتير اوي من ايدي...

على بعد شارع من بيتي في كافيه .... بسمع الشباب والبنات وهما طالعين بيضحكوا منه... نفسي اجرب مره اروحه كل لما بخرج اجيب الطلبات للبيت بعدي قدامه وبتفرج على الناس اللي قاعدين بره وعمالين يتكلموا بكل ثقه والسعاده على وشهم بتخيل نفسي مكانهم وسط شله اصحاب وعمالين نضحك بأعلى صوت ودايما بفوق على صوت كلاكس عربيه عايزة تركن مكان منا واقفه كأن مليش في الدنيا مكان فعلا مليش حتى حتة ارض اقف عليها واتخيل حاجات نفسي اعملها....
كذا مره البس واتشيك واحط احلى برفان عندي والبس اجمل لبس عندي ...واقرر اني انزل اقعد هناك ...وبجمد قلبي وبعدي الشارع ...بس اول ما عنيا تيجي في عين أي حد من القاعدين برجع واطلع اجري على البيت...واخاف اوي ...
ولأني قررت اني اتحدى خوفي قررت اني البس نضاره شمس علشان متجيش عيني في عين حد ... ونزلت وانا لابساها ومش عايزة اقول انها اديتني جزء من الثقه...عديت الشارع وخطيت اول خطوه على الرصيف ...وبإيد بتترعش فتحت الباب ...ونقيت الترابيزه اللي على الكورنر وقعت عليها علشان اشوف كل الناس... إزاي بيتصرفوا ازاي بيضحكوا وبيحركوا ايديهم و عنيهم .... يعني من الاخر كنت بمسح المنطقه... وكل ده من تحت الكتاب ... اكيد يعني مكنتش هدخل الكافيه لوحدي لازم كنت لازم ادخله ومعايا حد اعرفه ... قطع تركيزي ونظراتي ولفتاتي صوت بيقول " ممكن كرسي يا آنسة" يا حلاوة يا ولاد هي دايما بتبدأ بممكن كرسي وبعد كده ممكن تليفونك وبعد كده ممكن فنجان قهوة مع الوالد ... رديت بصوت عمره ما طلع مني بالرقه دي " أوي أوي إتفضل" وإبتسمت ابتسامه كنت دايماً بتدرب عليها قدام المرايه ...
بدأ الكلام وقالي 
"على فكره حلو اوي "
" نعم ؟؟!!"
" الكتاب ده"
"آآه ... ده من كتبي المفضله"

إبتسم لي وقالي يللا باى وسحب الكرسي وسابني في ذهولي... هتصدقوني لو قلت لكم اني فضلت طول الليل بفكر فيه وفي عنيه وطريقه كلامه وبريحة برفانه وفضل الحوار يتعاد في دماغي وافضل ابص في المرايه اشوف اذا كنت ضحكت بطريقه حلوة واجرب ابتسامات تانيه ممكن تكون احلى علشان ابقى ابتسمها لو شفته تاني ....من الاخر سرق قلبي وعقلي...تاني يوم رحت الكافيه تاني منا مش ورايا حاجه بقى ونقيت الكرسي اللي قدام الباب علشان اراقب واشوفه وهو داخل ... فضلت 9 ساعات في الكافيه مستنياه يجي وللأسف مجاش... رجعت البيت محبطة جدااا... وقعدت أسأل مجاش ليه ياترى هشوفه تاني ولا كانت مره وخلاص...فضلت 3 ايام اروح وبردو مش بشوفه ... لو تعرفوا قلبي كان بيوجعني ازاي وكمية المهدئات اللي اخدتها مش هتصدقوني ...بس هو ده اللي حصل ... رحت رابع يوم وانا خلاص محبطة واخد كتاب لاتحزن معايا لأني كنت خلاص يعني ... المهم قعدت في الكورنر في نفس الترابيزة اللي قعدت عليها اول يوم .... واقعدت اقرأ شوية واتفرج شويه .... وفجأه شميت ريحه انا عرفاها كويس ... دي دي ريحته ... فتحت المرايه بسرعه وعدلت نفسي ... ومسكت الكتاب .. وبصيت له من تحته كان واقف بيعمل اوردر يعني تقريبا على بعد متر مني ... وجت عيني في عينه ... نزلت الكتاب وابتسمت له وهو رد لي الابتسامه وشاور لي على الكتاب واشار بسبابته بمعنى انه كتاب حلو ... لو اوصف لكم االسعاده اللي كنت فيها ...بردو مش هقدر اوصلهالكم... رجعت البيت وقعدت ارقص واتنطتت ساعه متواصله من الفرح ... ويومها حلمت اني قاعده معاه بضحك وهو كمان كان بيضحك ضحكة مشكلة ... وبعدها بيومين شفته تاني حاولت اتجاهله علشان اشوف هيعمل ايه ... لقيته بيقرب مني وابتسم لي وقالي "ممكن اقعد معاكي... اصل مافيش اماكن انا مستني حد بس و همشي لما ييجي" ... طبعا انا ماصدقت وعلى طول وافقت ...قعد معايا وقعدنا نتكلم ...

إنتي بقى إسمك إيه؟؟
هيـا ...
هيـا ؟! إنتي مش مصريه ولا إيه؟؟
لا مصريه بس وانا صغيره كنت عايشه فالكويت واهلي إتأثروا وبالجو وكدا
آآه ... أنا أحمد
عاشت الاسامي
وإنتي بقى بتدرسي ولا بتشتغلي ؟
بشتغل فري لانسر لمجلة شباب اليوم
اه..أنا بشتغل في الشركة اللي على اول الشارع هنا مدير العلاقات العامة هناك

خلص كلامه وبص لموبايله اللي كان بيرن وبص ناحية الباب وبصيت معاه ...لقيت واحدة داخله منكرش انها جميلة الملامح وشعرت بالغيره لما شفتها بتبص له وهو بيبصلها وابتسمت له وهو ابتسم لها .... إيه ده ؟؟!! دي بتقرب علينا ...يالهوي على البجاحه أللللل...ده وقف وراح لها ومسك إيديها...ده ده هيتكلم اهه
آنسه هيا احب اعرفك بخطيبتي حنان ..
نزلت الكلمة زي الماية الساقعه عليا وبصيت على ايده ولقيت فيها الدبله
قلبي كان هيقف وعنيا اتملت دموع بصيت له وجت عيني في عنيه وزقيته وطلعت اجري ... حسيت إني صغيره اوي اوي وسطهم ... عمري ما حسيت كدا لأني اساسا عمري ما اختلطت بيهم ... جريت على البيت وانا منهاره من العياط ... عمري ما عيطت كدا بعد موت بابا الله يرحمه ... دخلت البيت واترميت على الارض ومعنديش أي فكره ايه اللي بيحصل ...حاسه ان الشقة بتضيق عليا وان نفسي الارض تنشق وتبلعني ... وفقدت الوعي لفتره مش عارفاها بس اللي اعرفه اني رجعت البيت بالليل وانا فقت الصبح ... صحيت صداع فزيع ومغص شديد ... دخلت على سرير ونمت .... نمت على قد ما اقدر ممكن يوم او يومين مش عارفه كان الوقت غير مهم بالنسبه ... كل حاجه بقت بلا معنى بالنسبه لي ... أنا بقيت قدام نفسي بلا معنى... واحده لو نقصت من الحياة مش هتأثر... وبعد شهر تداركت الموقف... أنا غلطانه في حق نفسي ... أنا إللي كنت المفروض منسرقش من اول نظره لواحد ممكن يكون وسيم وقلبه مشغول او حتى وسيم ومخه فاضي ... عمر ما الحب يكون انبهار ببدله وجزمه وساعه ... انا اللي غلطانه مش الدنيا هي اللي غلطانه ... الواحد عمرة ما بيتعلم لو مش بيغلط ... أنا غلط ولازم اصلح غلطي... يوم ما اعترفت لنفسي... نزلت للكافيه وقعت على الترابيزة اللي في نص الكافيه وبدون كتاب ولا نضاره شمس المره دي قعت بكل ثقه ... وانا كنت قاعده وحاطة الرجل على الرجل وقدامي ... السحلب اقصد الشاي لاتيه ... شميت حتت دين ريحه ... لالا مش اللي في بالكم ... أقصد ريحة برفان رجالي ... كانت هتدوخني... بصيت لقيت واحد مشكله ... الكافيه ده ماله ومال الناس الجامدة دي ... شوية ولقيته بيقرب عليه وبيقولي ...
 " ممكن كرسي" 
بصيت على ايده الاتنين لقتهم فاضين... حطيت عيني في عينه وابتسمت وقلت له ..
 " أكيد إتفضل